مباشر- محمد الخولي: خالفت الأسهم العالمية التوقعات القاتمة في عام 2023، وارتفعت معظم أسواق المال العالمية وعوضت خسائرها التي تكبدتها في وقت مبكر من العام المنتهي، مع استبدال المخاوف من الركود والهبوط الناعم للاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم، بمزيد من التفاؤل بشأن قرب نهاية سياسة التشديد النقدي في مطلع 2024.
وبحسب “الجارديان”، سجلت العديد من مؤشرات الأسهم الرئيسية مكاسب مكونة من رقمين خلال 2023، مدعومة بالارتفاع القوي في نوفمبر وديسمبر، إذ أدى انخفاض التضخم إلى جعل المتداولين أكثر أملاً في خفض أسعار الفائدة في الربع الأول من عام 2024. الارتفاع الكبير شمل معظم أسواق العالم باستثناء مؤشر “FTSE 100” البريطاني، حيث ارتفع 4% فقط في عام 2023.
الأسواق تتجاوز التوقعات
في بداية العام، توقع العديد من المستثمرين انخفاض أرباح الشركات مع جر الاقتصاد الأمريكي إلى الركود بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض، ورغم ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عاما، لكن أسواق الأسهم تجنبت الانكماش، وتجاوزت التوقعات، خاصة بعد أن بلغت أرباح الشركات الأمريكية مستويات قياسية في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2023.
وبينما ألقت العوامل الجيوسياسية ظلالها على الأسواق، ارتفعت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع دعم المستثمرين لإمكانات شركات التكنولوجيا.
من ناحية، أخرى ساعد ارتياح المستثمرين إزاء النمو القوي الذي حققته الولايات المتحدة عام 2023، في مواجهة المخاوف بشأن تعافي الصين، وبطء وتيرة الاقتصاد الأوروبي، الذي أنهى العام وهو يقترب من الركود.
يقول إيبيك أوزكاردسكايا، كبير المحللين في بنك “سويسكوت”، إن عام 2023 لم يسر كما كان متوقعًا على الإطلاق. ويضيف: “كنا نتوقع أن تدخل الولايات المتحدة في حالة ركود، لكن الولايات المتحدة سجلت نمواً بنحو 5% في الربع الثالث”، كما أوضح أن على النقيض، كنا نتوقع أن تؤدي إعادة فتح الاقتصاد الصيني في مرحلة ما بعد جائحة “كوفيد-19” إلى تعزيز نموها وتغذية التضخم العالمي، لكن بعد مرور عام على انتهاء إجراءات مكافحة الفيروس، تختنق الصين بسبب الانكماش غير المتوقع وأزمة العقارات المتفاقمة.
ويكشف “أوزكاردسكايا”: “كنا نتوقع أن ينعكس الارتباط السلبي بين الأسهم والسندات في العام الماضي، حيث إن الركود من شأنه أن يعزز شهية السندات ولكنه يضر بالأسهم، لكن في النهاية لم يحدث أي من ذلك خلال 2023”.
وول ستريت
البدلية كانت عند مؤشر الأسهم الناشئة “مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال” المعروف بـ(MSCI)، الذي يتتبع الأسهم في 47 دولة، إذ شهد عامًا متقلبًا، حيث ارتفع بأكثر من 20% منذ بداية يناير 2023، كما شهد تقلبات عدة مع ارتفاع أسعار الأسهم خلال النصف الأول، قبل أن تنخفض مجددًا من أغسطس حتى أكتوبر.
ولكن بعد ذلك ارتفاع كل شيء في نوفمبر، حيث أدى انخفاض التضخم إلى تحفيز الآمال في خفض أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة. ثم في ديسمبر، ارتفعت الأسهم بعد أن عزز كبير محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الآمال في أن تكاليف الاقتراض قد بلغت ذروتها.
مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الأمريكي، المقياس الواسع للأسهم الأمريكية، ارتفع بنسبة 25% خلال عام 2023، مسجلا مستوى قياسيًا مرتفعًا، كما قفز مؤشر “ناسداك” المركب الذي يركز على التكنولوجيا بنحو 45%، بقيادة (ألفابيت، وأمازون، وأبل، وميتا، ومايكروسوفت، ونفيديا، وتيسلا)، كما شهد مؤشر “ناسداك 100” لأسهم التكنولوجيا الكبرى أفضل عام له منذ انفجار “فقاعة الدوت كوم” عام 2000، حيث ارتفع بأكثر من 50% لينهي عام 2023 عند مستوى قياسي.
ورغم أن ارتفاع الأسهم الأمريكية في 2023 كان مثيرًا للإعجاب، إلا أنه كان أيضًا غير متوازن، خاصة أن أداء حوالي 70% من أسهم مؤشر “S&P 500” أقل من أداء المؤشر خلال العام، مع انخفاض ثلثها تقريبًا في 2023.
أوروبا
الأسواق الأوروبية حققت أيضًا مكاسب قوية مع تعافيها من عام 2022 الحار، إذ ارتفع مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 20%، رغم مرور أكبر اقتصاد في أوروبا بعام يمكن وصفه بـ”الباهت”، وارتفع مؤشر “FTSE MIB” الإيطالي بنسبة 30% تقريبًا.
آسيا والمحيط الهادئ
وفي حين دفع التفاؤل بشأن التخفيضات القوية في أسعار الفائدة في عام 2024 أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى أعلى مستوى لها في خمسة أشهر في نهاية عام 2023، ارتفعت كذلك المؤشرات الرئيسية في الهند بنحو 20% لتصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
ويعني هذا الارتفاع في السوق أن 11 فقط من أغنى 50 شخصًا في العالم أصبحوا أكثر فقراً في عام 2023، وفقًا لقائمة بلومبرج المحدثة يوميًا للمليارديرات.
المؤشر البريطاني
مؤشر الأسهم القيادية في بريطانيا ورغم تخلفه عن منافسيه في 2023، لكنه أيضًا حقق 4% مكاسب. إذ حقق مؤشر “FTSE 100” بداية مشرقة، عندما اخترق علامة 8000 نقطة للمرة الأولى ليسجل أعلى مستوى جديد له على الإطلاق عند 8047 في 16 فبراير الماضي.
ومع رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الأساسي خمس مرات خلال عام 2023، من 3.5% إلى 5.25%، ظلت الأسهم في المملكة المتحدة متوترة، وأغلق مؤشر FTSE 100 العام عند 7733 نقطة. كما ارتفع مؤشر “FTSE 250” للشركات الصغيرة بنحو 4.5% على مدار العام، محققًا مكاسبه قرب نهاية ديسمبر، حيث يراهن المتداولون على أن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة بلغت ذروتها بالفعل.
ورغم مكاسب “FTSE 100” الهزيلة، كانت هناك بعض العروض الرائعة. إذ ارتفعت أسهم شركة “رولز رويس” بنسبة 220% مع استمرار الرئيس التنفيذي الجديد توفان إرجينبيلجيتش في وضع خطة تحول لشركة الطيران، كما ارتفعت أسهم “ماركس آند سبنسر” بنسبة 120%، حيث ساعد التحول في الملابس مع ارتفاع قيمتها بما يكفي لإعادتها إلى مؤشر الأسهم القيادية في سبتمبر.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
حصاد 2023.. فجوة سعر صرف الجنيه المصري تتفاقم وتوقعات بمزيد من الخفض
حصاد 2023.. هكذا نظرت المؤسسات الدولية لاقتصاد مصر!
حصاد 2023.. هل يتراجع التضخم في مصر خلال 2024؟