مباشر- أعلنت شركة “موديرنا” عن حصولها على تمويل يصل إلى 54.3 مليون دولار لإجراء تجارب المرحلة الأخيرة على لقاحها المتطور ضد إنفلونزا الطيور، في خطوة تعكس قدرة المجموعات الدولية والخارجية على سد الفجوة التمويلية التي خلفتها قرارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض منح البحوث الفيدرالية، وفقا لما نقلته “بلومبرج”.
وسيقدم هذا التمويل “ائتلاف ابتكارات التأهب للأوبئة” (CEPI)، وهو شراكة عالمية تضم جهات عامة وخاصة ومنظمات مدنية تسعى لتأمين اللقاحات ضد التهديدات الصحية الكبرى. وأكدت الشركة في بيان رسمي أن التجارب السريرية ستبدأ مطلع العام المقبل، بهدف الحصول على الموافقات النهائية وتأمين سلاسل التوريد الصحية.
ويأتي هذا التحول التمويلي بعد أن ألغى المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العام العديد من العقود والمنح المخصصة للبحوث العلمية، بما في ذلك الدراسات المتعلقة بتقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (mRNA) التي تعتمد عليها “موديرنا”. وأثار هذا التوجه تساؤلات حادة حول قدرة القطاع البحثي على الصمود أمام إجراءات التقشف الحكومية، خاصة وأن الأبحاث الرامية لمواجهة الأوبئة المحتملة تعتمد تاريخياً وبشكل كلي على التمويل الحكومي المباشر، وهو ما دفع المنظمات الخيرية والدولية للتدخل لضمان عدم توقف المشاريع الحيوية.
وكانت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية قد اتخذت قراراً في وقت سابق من هذا العام بإنهاء عقد ضخم مع شركة “موديرنا” كانت تصل قيمته إلى 766 مليون دولار، مخصصاً لتطوير لقاحات إنفلونزا الطيور. هذا الإلغاء المفاجئ أجبر الشركة على إعادة تقييم استراتيجيتها والبحث عن مصادر تمويل غير حكومية لاستكمال تجاربها السريرية في مراحلها المتقدمة. وتمثل هذه الأزمة نموذجاً للتحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا الحيوية في ظل تغيير أولويات الإنفاق الفيدرالي والتركيز على تقليص الالتزامات المالية طويلة الأمد في القطاع الصحي.
ورغم وجود مخزون حالي من لقاحات إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، إلا أن “موديرنا” تشدد على أن تقنيتها المعتمدة على الـ mRNA توفر ميزة استراتيجية تتمثل في سرعة الاستجابة الفائقة مقارنة بالتقنيات التقليدية التي تتطلب شهوراً لتنمية الفيروس. وفي ظل المخاوف من حدوث جائحة عالمية جديدة، تبرز أهمية هذه التقنية في تقليص الجداول الزمنية للإنتاج، مما يجعل استمرار تمويلها من قبل ائتلافات خارجية ضرورة ملحة لمواجهة أي قصور قد ينتج عن تراجع الدعم الحكومي في واشنطن تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تفتح خطوة “ائتلاف ابتكارات التأهب للأوبئة” الباب أمام نقاش أوسع حول استقلالية البحوث العلمية ومدى تأثرها بالتقلبات السياسية في البيت الأبيض. فبينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترشيد الإنفاق وإلغاء العقود التي ترى أنها غير ضرورية، تبرز الحاجة لمنظومات تمويل عالمية عابرة للحدود تضمن استمرارية الابتكار الطبي. ويرى خبراء أن لجوء “موديرنا” لشركاء خارجيين قد يصبح نموذجاً تتبعه شركات أخرى تضررت من إلغاء المنح الفيدرالية، مما يحول مركز ثقل تمويل الأبحاث من الحكومة الأمريكية إلى ائتلافات دولية وخاصة.
ومع اقتراب موعد بدء التجارب السريرية في مطلع العام القادم، يراقب المستثمرون والعلماء مدى نجاح “موديرنا” في تعويض العجز المالي الكبير الذي سببه إلغاء عقد وزارة الصحة. وتظل الرهانات معلقة على قدرة تقنية الـ mRNA في إثبات كفاءتها النهائية، مما قد يمنح الشركة زخماً قانونياً وتجارياً يسمح لها بالعمل بشكل أكثر استقلالية عن الميزانيات الحكومية المتقلبة، ويؤمن للقارة الأمريكية والعالم خط دفاع ثانٍ ضد الأوبئة، بعيداً عن صراعات الميزانية في واشنطن.

صمم الموقع بإبداع وشغف في❤ خط التسويق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.